الاثنين، 26 يوليو 2010

نحن مازلنا قرودا؟!


بقلم .... سيد القمني
 
يفترض رجال الدين أن الإنسان كائن عاجز ليس في مستطاعه بمفرده أن يفكر أو يكتسب المعارف بجهده ، ولا يعترفون أن هناك أصلا معارف يصنعها الإنسان بالكشف والبحث والفهم ، ولذلك فلإنسان عندهم غير مدرك لمصالحه ، لذلك وضعوا لأنفسهم قوانين فقهية تمنع هذا الإنسان من التفكير لأنه ربما صادم بذلك معلوما من الدين بالضرورة فاستحق الموت ، أو لأنه اجتهد في شأن يخالف نصا قطعيا قال قراره مسبقا في هذا الشأن ، لذلك فالإنسان يملك عقلا قاصرا تابعا لا يمكنه الاستقلال بصنع قوانين تناسب ظروف الحياة المتغيرة ، ولا يمكنه أن يتخذ قرارا بدون الرجوع إلى أهلا لدين للتفسير وللفتوى ، لأنه عاجز وفاقد للأهليه بالمرة .



المشكلة هنا أن رجال الدين لا ينسون وهم يصوغون لأنفسهم هذه السيادة والسيطرة والوصاية على الناس ، أنهم أيضا ناس ، وأنهم أيضا بشر ، ومن هنا اصطنعوا لأنفسهم أزياء مهيبة وألقابا فخيمة ولغة خاصة تشمل في معظمها نصوصا دينية كلما تحدثوا ، ومؤسسات طائفية خاصة أضفوا عليها القداسة ، لإلقاء هذه القدسية في روع العامة فيصبحون المتحدثين باسم الله ، ويصبحون هم الدين ، ويتحولون إلى نوع خاص من البشر يقف بين الله والإنسان في ترتيب الدرجات ، ليتحولوا إلى وسائط بين الله وعباده وشفعاء للعباد يمنحون الغفران أو اللعنات ، ويطلبون استسلام الإنسان العاجز لهم لأنهم العارف بمصالح الناس عبر معرفتهم بقرارات وعلم رب الناس ، بتفويض خفي من الله لهم دونا عن بقية عباده دون أن يبرزوا للناس مرة واحدة نسخة واضحة من هذا التفويض ولا مبررات حصولهم عليه .


والمعلوم تاريخيا أن هذه الرؤية التي روجها رجال الدين لصالح سلطالتهم ليصبحوا الطبقة المميزة تاريخيا عن جميع البشر ، قد أدت إلى تخلف البشرية طويلا تحت سيطرة حلف رجال الدين مع أي سلطة كانت ، وأحيانا كانوا يحكمون بأنفسهم مباشرة في دول ثيوقراطية كاملة المعنى والمبنى ، حتى أمكن للبشر وهم يصوغون فكرا إنسانيا جديدا ، ويرزحون تحت أحكام القتل والصلب وجز الأعناق والاعتقالات للتراجع عما يكشفون بعقولهم ، أن يركموا الفكر الإنساني الجديد لبنة بعد أخرى ليتركوا البشرية بعد عذاباتهم وموتهم من أجلها تأسيسات فكرية ومناهج عقلية أدت لبزوغ عصرا لأنوار الذي استحق اسمه التاريخي عن جدارة واستحقاق ، لتبدأ النهضة العقلية الإنسانية بالمنهج العلمي ، لتتالى كشوف العقل القاصر لتؤكد أنه لم يعد قاصرا ولا بحاجة لوصاية من أحد ، بل لتتالى الكشوف التي تؤكد مدى غباء النظريات السابقة ، ومدى فاشيتها وتحالفاتها المشينة ضد إنسانية الإنسان ، وبأدلة تؤيد الجديد بالإثبات المحسوس والملموس وبالتجربة المخبرية التي أدت في النهاية إلى نتائج وإنجازات اختارها الناس بعد تأكدهم من فعاليتها ، لتتطور البشرية وترتقي بأدوات إنسانية لا علاقة لها بالأديان ، ولتصنع لنفسها الجنة على الأرض بغض النظر عن جنة السماء المؤجلة ، حتى دخلنا عصر الاتصالات العظيم والتحكم بالجينات سعيا نحو خلق أفضل مما هو كائن ومما كان هذا بينما لم يكن بيد رجال الدين وهم يفقدون أوراق سلطاتهم على الناس ما يقدمونه للناس سوى كلام لا دليل عليه لأنه ظل غيبا مجهولا لا مصداقية له ولا دليل إلا كلامه في نصوصه القدسية فكل كلامهم في التخيل ، والمتخيل يتطلب من صاحبه أن يكون كذوبا بالضرورة .


وكان طبيعيا أن ينحاز الناس إلى العلم ورجاله ، ليسحب التطور معنى العالم ولفظه عن رجل الدين إلى علماء العلم الإنساني الجليل ، بعدما حقق لهم هؤلاء العلماء الرفاة والسعادة والمكاسب العظيمة على كل المستويات والأنواع ، من التداوي وتشخيص الأمراض واختراع علاجاتها ، بعد الحجامة وبول الجمل والعسل والحبة السوداء والسحر والجان والرقية والمعوذات إلى تشخيص المرض بأدق الأجهزة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة للعلاج ، إلى تطور كل مناهج وفنون المعرفة في التاريخ الذي أصبح له مناهجه وأدواته إلى الاقتصاد بنظرياته وأسسه إلى علوم السياسة التي تقوم على الحريات الإنسانية الكاملة ، إلى السعي في الفضاء بحثا وكشفا وتنقيبا . هذا بينما مازال الإنسان في بلادنا يعيش مرحلة ما قبل العلم ، بل ما قبل النهضة ، بل ما قبل زمن الأنوار . يحاول إثبات أهليته فيصادرونه أو يحاكمونه أو ببساطة يقتلونه ، حتى يبقى دون سن الرشد فيكبر الجسم دون العقل ليتحول إلى كائن إبله كالقرد الذي يمكنه عزف الموسيقى أو مطالعة التلفاز دون أن يعرف شيئا عنهما .


لقد تجاوزتنا الإنسانية بتطورها المعرفي ومنهجها العلمي إلى مرحلة الإنسان الراقي ونحن عند المرحلة القردية لأنهم يوقفون نمو الإنسان في بلادنا نحو الرشد ويحرمون عليه إدارة شئونه بنفسه ووضع تشريعاته بما يناسبه . لأن هناك من هو أدرى بمصالحه من رجال الدين المحترفين الذين مازالوا في بلادنا يؤكدون أن نظرتهم هي الأزلية الأبدية الصالحة لكل زمان ومكان التي خلقت يوم خلق الإنسان ولن تسقط حتى قيام الساعة .


لقد كان حلف رجال الدين والسلطة هو أبشع حلف عرفته الإنسانية من فجرها ، وسجل مظالم وسحق لكرامة الإنسان عبر تاريخ مقيت ، حتى تمكن الإنسان في الشمال من استعادة كرامته وإعادة رجل الدين حظيرته ، وحكم بنفسه بتشريعات تناسب زمنه وصالحه وكرامته . لكن الأمر في جنوبنا ليس كذلك رغم أننا على تواصل اضطراري مع إنجازات الإنسان الراقي للاستفادة من منجزاته ، لكن دون أي مشاركة في هذه المنجزات فانتكسنا من المرحلة القردية إلى مرحلة الطفيليات التي تتغذى على الآخرين ولا تكتفي بذلك بل تسبب لهم أفدح الأضرار ، وهو الواضح في أهم صادراتنا للعالم (الكراهية والارهاب) .


وعبر ثلاثة وثلاثين عاما أو أكثر ساد خطاب حلف السلطان والكاهن في بلادنا بعد صحوة مؤقتة حدثت في مصر في عشرينيات القرن الماضي ، تم القضاء عليها بقفز عسكر يوليو على السلطة في 1952 ولم نعد بعدها حتى اليوم إلى ما حققناه في القرن الماضي ، عندما كان الناس يجدون في الدين الدعوة لطلب العلم ولو في الصين ومن المهد إلى اللحد لتكريم بني آدم الذي كرمه ربه بآيات واضحات ، عرف منها أن عصر النبوات قد انتهى وبدأ عصر العقل تدخل السماء في الأرض بقرار إلهي حتى يتمكن الإنسان من بلوغ رشده لإدارة الكون الذي خلقه له الله ، لكن الانتهازيين من فجر التاريخ دولتنا الإسلامية قرروا استلام الوصاية من الله على عباده بقرار شخصي مصلحي ليركبوا أعناقنا ومازالوا راكبين ينتهزون موجات المد والجذر السياسي ليركبوا الموجة في كل مرة باسم الله والدين .


مشكلتنا الآن أنه لم يعد مسموحا لنا أن نعيش الزمن القردي في مجتمع دولي يسعى للتكامل والتكافل والعيش المتبادل الآمن ، وانتهاء عصر عبودية الإنسان لأي من كان ، وأن برامج الإصلاح والمبادرات تتالى لإثبات وجودنا كطرف صاحب مصلحة في هذه الإصلاحات المطلوبة ، ورغم ذلك فإن صحافتنا القومية حتى اليوم لم تعلم فيما يبدو بما حدث ويحدث ، ومازالت عند قديمها ثابتة لا تريم حراكا ، في حالة موت سريري تعاني فيه من الهلوسات .


هنا سأختار اختيارات عشوائية مما نشره صحافتنا في زمن الإصلاح لنرى كيف يراد للناس أن يفكروا .


في علاج داء خطير قتال كالسرطان تكتشف صحيفة الأهرام (1/4/2004) أن العسل علاج أكيد للسرطان والفيروسات والجهاز الهضمي .. كل هذا معا ويستند الدكتور (لاحظ أنه دكتور) رمضان مصري هلال في ذلك ليس إلى تجارب علمية ناجحة مؤيدة بالإحصاءات المقنعة وتقنين للأسباب الفاعلة في العسل وعلاقة تلك الفعالية بمرض السرطان ، إنما هو يستند إلى حديث أبي هريرة "من لعق من العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء" ورغم أن السرطان مرض كان موجودا مع البشرية من فجرها فإن البشرية لم تعرفه ولم تشخصه ولم يعرفه الزمن النبوي ، لكنه عند الدكتور هو "عظيم البلاء" ويتطوع الدكتور لشرح ذلك الكشف المعجز بقوله إن العسل "يحتوي على مواد تمنع انقسام الخلايا ، وبذلك يستخدم العسل كمادة مضادة للسرطان" .. والله يحب المحسنين..!!


فسيدنا الدكتور يعلم بشكل غامض شيئا عن السرطان "أنه انقسام الخلايا" ومن ثم يتطوع ليلقي في روع العامة أنه قد عثر لهم على ما يمنع هذا الانقسام في العسل ، فيقول لهم "كلاما زي العسل" ليس أكثر ، لتأكيد إمساكهم بعنان الشفاء والطب دون حاجة لعناء ، ولا لعلوم بلاد الكفرة .


لكن صحيفة المساء القاهرية لا ترى ذلك الرأي لأن الدكتور محمد وهدان (لاحظ كلهم دكاترة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) يقول "في 31 / 3 / 2003" إن ماء زمزم هو "قاهر السرطان" .. أي والله العظيم ثلاثة قال كذلك بل هو عنوان بالبنط العريض ، ثم يضع للشفاء شرطا لا يمكن قياسه بأي أدوات ممكنة ولا حتى التعرف عليه وهو "شرط حسن النية" وقد استند الدكتور ؟!" فيما وصل إليه من بحث وتمحيص إلى خبر في صحيفة عن امرأة مغربية ابتليت بالسرطان ، وحار الأطباء في علاجها (لاحظ هنا تبخيس علم الطب لصالح مشايخ زمزم) لكن هذه السيدة "داومت على شرب ماء زمزم ، فقهر زمزم السرطان وكل الأورام الخبيثة بإذن الله الواحد القهار"!!


ومن جانبها تفرد صحيفة الأهرام صفحة كاملة أسبوعيا للشيخ الدكتور زغلول النجار في خطاب لا يليق إلا بزمن القرود ، ومن إبداعات الشيخ زغلول أن بعض المسلمين الباحثين في العلم تأكدوا بالتجربة المعملية المخبرية أن الذباب يحمل في إحدى جناحيه سما ناقيا وفي الجناح الآخر دواء شافيا . كلا لم ينشغل زغلول بالمرض في حد ذاته ولا بالعلاج الشافي في أجنحة الذباب ، وكيف نستخرج المصل الواقي من الأمراض من جناح الذبابة لنكتفي به بدلا من أدوية بلاد الكفر التي تكيد لنا بعلاجات لا تنفع ، ولا حتى الإشادة بهؤلاء العلماء المسلمين وتعريفنا بهم ومن هم وأين أجروا أبحاثهم الباهرة ، كل ما شغل الدكتور زغلول هو أن تلك التجربة "من أعظم الشهادات على صدق نبوة ورسالة هذا النبي الخاتم" .


وتفسح ذات الصحيفة مساحات لذات الطروحات كما للدكتور أحمد شوقي إبراهيم رئيس المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة ، ولا تفهم كيف يلتقيان (المجمع العلمي) و (القرآن والسنة) فللعلم شروط لا تلتقي بحال مع النصوص ، والنصوص ثابتة والعلم متغير ، والنصوص إلهية والعلم إنساني ، ولا تدرك لأي غرض تقوم هذه المجامع التي لم تحقق حتى اليوم أي إنجاز علمي واحد تتقدم به للعالم كحصوة في عين اللي ما يصلي على النبي ، أللهم إلا إبعاد شبابنا عن الكد والبحث العلمي الصارم إلى القول البسيط السهل في نصوصنا ، نكتفي به ونظل عالة على الغرب يكتشف لنا ونستهلك نحن على الجاهز ، ومن منجزات تلك المجامع البواهر ما يقوله الدكتور شوقي عن كيفية سجود الشمس للإله ، يقول سيادته "فنحن في جوف السماوات السبع ، والسماوات السبع في جوف الكرسي ، والكرسي في جوفه العرش ، فإي مخلوق في السماء الأولى هو تحت السماوات السبع ، والسماوات السبع تحت الكرسي ، الكرسي تحت العرش ، وإذا تخيلنا هذا النظام الهندسي للكون "لاحظ هذا كله من هندسة الدكتور ولا علاقة له بنظام الكون فالعلم لا يعرف الكرسي ولا العرش ولا السماوات السبع.


المهم يتابع قائلا : "إذن لعلمنا أن الشمس وهي تجري في السماء الأولى هي تحت السماء السابعة وتحت الكرسي وتحت العرش ، فالشمس أينما ذهبت إنما تسجد تحت العرش 12 / 11/ 2003" .


هل فهمتم شيئا ؟! صاحبنا الدكتور مهتم بتسبيح وسجود الجمادات وحديثها ولغتها ، فهو يقول مرددا عن علي بن أبي طالب : "كنت مع النبي في مكة فخرجنا في بعض نواهيها فما استقبله جبل ولا شجر ولا مدر إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله 6 / 11 / 2003".


أليست هذه مأساة حقيقية ؟ وإذا كان الله قد منح النبي قدرة فهم لغة الجبال التي لاشك تختلف عن لغة الشجر ، ولغة المدر لغة أخرى بالطبع ، فكيف سمعها على وفهمها وروها لنا ، يتطوعون هنا بالقول أن النبي قد منحة هذه القدرة (؟!) ، وما سر الاهتمام اليوم بهذه الشئون الأسطورية ، وما هي علاقة المجمع العلمي بالموضوع ؟ وهلا سجل لنا أحد رجال العلم فيه هذه اللغة لنقدمها للعالم بحسبانها كشفا يليق بنا؟


ومع اشتداد موجات الحر أحيانا تتقدم الأهرام بتفسيرها ، ليس بشرح حركة الرياح والمنخفضات والمرتفعات الجوية ومواسمها ولماذا هذه الحركة دون تلك ولماذا هي حارة أو باردة وكيف تهب ، فإنها تقدم لنا ما وصل إليه الدكتور عزت عطية في حوار خطير أجرته معه الصحيفة المتخصصة في هذه الحوارت الراقية علا عامر ، إذ يقول سيادته : "قال رسول الله : اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فإذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" . الدكتور عزت أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بأزهرنا المبارك يشرح قائلا : لا فض فوه : "فجهنم بشدة نيرانها يمكن أن يتسرب منها البرد الشديد أو الزمهرير" أما كيف ذلك علميا ؟!فيقول سيادته "حرارتها العالية أي جهنم تنجم عن النيران المتمركزة فتنطلق هذه الحرارة إلى الفضاء فيصل بعضها إلى الأرض .. أما الزمهرير فهو لتعذيب الجن لأنهم خلقوا من نار ، أما البشر فلأنهم مخلوقين من طين فهم يعذبون بالنار".


وتحضر الأهرام ندوة علمية لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حول الحجامة بين الضوابط الشرعية والأساليب العلمية لتتحفنا بأقوال علمائها لتؤكد لنا الدكتورة فاطمة النقلي أستاذة الكيمياء الحيوية بكلية طب بنات الأزهر : "إن الحجامة تسهم بشكل فعال في الشفاء من معظم الأمراض" .


(لاحظ : معظمها ، لاحظ أيضا أن الدكتورة متخصصة في الكيمياء الحيوية) ، "وذلك مثل الصدفية وارتفاع ضغط الدم والروماتويد والسكر وسيلان الدم وتقليل نسبة الدهون .. وأشارت إلى اهتمام الأوساط العلمية بجامعة الأزهر بهذا الموضوع وتسجيل أول رسالة ماجستير عن الحجامة بجامعة الأزهر بهذا الموضوع وتسجيل أول رسالة ماجستير عن الحجامة 15 / 6 / 2003" هذا ناهيك عن حوار العقل (هكذا العنوان) بصحيفة الأحرار ، وما نشأ من جدل حول حديث التفلية ، وأن ابن حجر قد اباح للزوجة أن تستضيف صديق زوجها في غيبته لتقوم بتفلية رأسه 31 / 5 / 93" وكيف ثبتت في أمهات الكتب الحديث "أن النبي رسول الإنسانية والحضارة والتقدم كان يذهب للنساء الأجنبيات ليقمن بتفلية شعره مما هو فيه" ويشرح ابن حجر معنى التفليه "أي تتبع القمل فيه / رد الدكتور محمد السعيد مشتهري" .


أليس الزمن القردي تسمية تليق بنا ؟


وفي 12 /4/2004 يكتشف زغلول النجار بالأهرام اكتشافنا لسرعة الضوء قبل اكتشافه في بلاد الغرب الكافر في "الإتيان بعرش ملكة سبأ من أرض سبأ إلى بيت المقدس في أقل من طرفة عين مما يشير إلى سرعات فائقة تقترب من سرعة الضوء ومثل هذه السرعات الفائقة لم تكن معروفة إلا في القرن العشرين" .. وهو ما يعتبر سبقا علميا معجزا ،لاحظ السبق للهدهد السليمانى الذي هو "هدهد خاص" حسبما رأى سيد قطب ونقل عنه زغلول في 12 / 4 / 2004.


هذا ناهيك عما ينشر باسم الدين ليصادم قوانين الدولة بل ويخرج عليها بسفور مدهش وتكرار أكثر إدهاشا ويستحق العقوبة القانونية للخروج على النظام العام للدولة ، مثل تكفير القوانين الوضعية لصالح الشريعة الإسلامية ، ولا تعرف ماذا يطلب بن لادن أكثر من ذلك ، ونموذج عشوائي لهذا الحشد الدائم ضد نظام الدولة العام وتكراره باعتداء واضح على القانون ، ما جاء في أهرام 24 / 7 / 2004 ، وكيف أثبتت الباحثة خديجة النبراوي أن الشريعة الإسلامية كانت ومازالت أفضل السبل للنهوض وتطوير المجتمعات . خلافا للقانون الوضعي .. لأنها بالدقة والمثالية التي تتفق والفطرة البشرية وتناسب مختلف المجتمعات .


ثم تذكرنا الأهرام بفضيحة أشجار الغابة بألمانيا التي تشكلت بشكل عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والتي ظلت تباع صورتها في بوسترات في بلادنا في استثمار كاذب وملفق حتى اكتشف الناس أنها لوحة لرسام من المنصورة والفضيحة الجديدة شارك فيها الأهرام تليفزيون مصر تحت عنوان (الصورة ، التي أذهلت العالم) والتي قدمها برنامج صباح الخير يا مصر ، وكيف أن الأرض تبدو مظلمة من الفضاء ماعدا نقطتين مضيئتين هما مكة والمدينة ، وأن الأقمار الصناعية صورتها فأذهلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا . هنا تشارك الأهرام باحتجاج طويل عريض للدكتورة أميرة الشنواني التي سجلت تحت أسمها "دكتوراه في العلوم السياسية" لكن يبدو أنها تعمل في الدعوة والإرشاد والهداية لأنها احتجت أشد الاحتجاج على أن نشرات الأخبار في بلادنا لم تذع هذا الخبر ، وكيف "شعرت بغضب شديد" كيف أننا في بلد إسلامي به الأزهر الشريف و لا يهتم بخبر كهذا ، ورأت من جانبها أن تضيف في المولد إضافة فقالت : أن المسجد الأقصى لم يكن مضيئا بدوره لأنه تحت الاحتلال 2/2/2004.


مع إشادتها بالإعلامي تامر أمين الذي سرب الخبر لصباح الخير يا مصر !! ومن تلفازنا لصحفنا لتامر أمين لدكتوراه العلوم السياسية يا قلبي احزن وانفطر!!


هذه يا سادة عينات عشوائية كلها دكاتره تمكنت من عقولهم آلة الكهانة الدينية حتى لا تدري كيف مارس أصحابها البحث العلمي للحصول على تلك الدرجات وهو ما يستدعي السؤال إعمالا لهذا : هل في بلادنا بحث علمي حقا ؟


وفي ظل هذا اللون من الفكر الذي نعيشه وتظلله تلك المفاهيم يطرح السؤال الأهم نفسه : هل يمكننا أن نتوقع خيرا بإعطاء هذا الفكر الحق في سماع شهادته لديمقراطية في صندوق الاقتراع ؟


هذا هو الأهم في كل ما سبق .. أن الجماهير لا تسمع إلا صوتا واحدا ، وكلهم في انتطار إشارة ساعة الصفر ، فماذا تتوقع من رد فعل سبعين مليون مصري استمر شحنهم طوال ثلاثة عقود بمثل هذا الفكر انتظارا لعودة صلاح الدين ؟


يبقى أن يبدأ الإصلاح بإصلاح لغتنا ومفاهيمنا قبل أن نفكر في الإصلاح ، أن يعود الوعي إلى بلادنا أولا ، أن تخرج هذه اللغة وتلك المفاهيم من بلادنا لتعيش مع بن لادن في مغارات الجبال ومفازات الصحاري ، لتعود مصر إلى مصر ، ويعود شعب مصر إلى مجده الحقيقي الذي سجله للعالم بإرادة وتحد مازال مفخرة كوكب الأرض ، أن يعرف الناس في الدنيا شئونا أخرى غير الدين تقدم بها البشر علما وسياسة ولغة وقنا وأخلاقا ، لكن هل توجد رغبة حقيقية في أن يعرفوا ؟ هذا هو السؤال !

....
 
 
نقلا عن الحوار المتمدن
 
 
والعقل المستعان

الأحد، 18 يوليو 2010

فتاوي السكس

اعتبره زواجاً صحيحاً بغضّ النظر عن الاسم

الكلباني مجدداً: زواج المسفار مباح وحديث القينة والرصاص كاذب
 

الرياض – خالد الشايع (نقلا عن العربية)

جدّد الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم المكي الشريف سابقاً، فتاويه المثيرة للجدل، بعد أن أكد في فتوى نشرها عبر موقعه الإلكتروني الرسمي جواز زواج المسفار حتى وإن كان هذا الزواج "بنية الطلاق".
ومن المتوقع أن تثير هذه الفتوى الجديدة الكثير من الجدل بين أهل العلم.
وجاءت الفتوى في ردّه على طالب مبتعث ترافقه زوجته في إحدى الدول الغربية، وقال الطالب في سؤاله: "أنا طالب مبتعث إلى أحد بلاد الغرب وأعاني من إغراءات الطالبات في الجامعة، وما يلبسن من ملابس عارية، وسؤالي يا شيخ: ما حكم ما يسمى بزواج المسفار؟ وهل هو نفس زواج المتعة؟ علماً بأن زوجتي مرافقة معي ولكنها تعاني من برود جنسي شديد".


وأجابه الكلباني "المسميات الجديدة في الزواج لا تهمنا، يهمنا فقط شروط الزواج وأركانه وهي أن تزوجت بولي وشاهدين وإيجاب وقبول، صح الزواج، إذا انتفت موانعه.. والمسفار يقصدون به الزواج بنية الطلاق، وهذا جائز في حال الخوف على النفس من الوقوع في الزنا. ولكن دون تحديد وقت للطلاق ودون إظهار النية فيه".


وفي سياق متصل، شدد الكلباني في فتوى أخرى على جواز زواج المسيار وقال في رد آخر "زواج المسيار جائز ولا شيء فيه، إذا استوفى أركانه وشروطه، ومفهومه تنازل أحد الطرفين، خاصة الزوجة عن بعض حقوقها كالمبيت والسكنى".

وكذب الكلباني في رد ثالث حديثاً منسوباً الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتوعّد فيه من يستمع الى قانية تغني بصب الرصاص الذائب في أذنيه، وقال "حديث من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، أو بنحو هذا، هذا كلام مكذوب، وهو حديث موضوع".

تعليق :

أقترح على علماء المسلمين الإسراع بإصدار فتوى مضادة لفتوى الكلباني قبل أن يتمادى ويبيح اللواط !!!


وكل واحد ياخد بالو من لغاليغو


هداكم العقل الى الدرب القويم

والعقل المستعان





الثلاثاء، 13 يوليو 2010

الحسناوات وصلو الكويت يا جماعة الخير , تزامنا مع خطة الكويت للتنمية


كل ما فتحت اليوتيوب نقز هالإعلان بويهي !!

في أحد لاحظ غيري ؟

ما يدرون ان الأمة العربية الإسلامية المجيدة ماتحب هالسوالف ؟

لا والمصيبة في الكويت !!

الكويت البلد المحافظ

هذي أكيد مؤامرة

اي من منو ؟

مادري بس المهم مؤامرة والسلام

اي ليش عاد ؟

بس جذي


أطالب النائب الفاضل القائد الهمام

محمد هايف

باستجواب الله

عفواً

باستجواب رئيس مجلس الوزراء

عفواً

باستجواب ماسلو

و هدم هرمه اللعين


لماذا يضع غريزة الجوع والجنس في قاعدة الإحتياجات الإنسانية ؟

ماسلو كاذب

,

محمد هايف

ليش تمنع الشرطة النسائية ؟

ممكن تشرحلي الجانب الفلسفي من قرار المنع ؟

عفواً

نسيت ان الفلسفة حرام


أعتذر منك بروفيسور هايف


سؤال آخر لو سمحت

بمناسبة قرب حلول الشهر الكريم

أهو في شهر كريم وشهر بخيل ؟




إسمحولي فهذا البوست مجرد ثرثرة قد تجدون في طياته معاني وقد لا تجدون شيئا


والعقل المستعان

الاثنين، 12 يوليو 2010

رؤية نقدية لمقال د.ابتهال الخطيب (درب الزلق)


دكتورة ابتهال .. بعد التحية

التاريخ علمنا في مدينة الحمير العربية بأن الحمار الذي لا يرفس  هو أول حمار يستخدم للركوب .

يشرفني بأن أنتقد مقالك المعنون ب (درب الزلق) اليوم في جريدة الجريدة الكويتية .

أستاذة ابتهال .. مقالك اليوم استجدائي عاطفي زيادة عن اللازم !

سأدخل في صلب الموضوع ... في الفقرة الأولى ذكرت " بحق ايماننا العميق بحكمة قيادة هذه الأسرة"

أتفق معك بأننا مؤمنين بقيادة هذه الأسرة.. لكن فرضاً لا إيماناً بحكمتها فهذا فرق جلي يتعين على العقول إدراكه , الحكومات العربية فُرضت علينا منذ ولادتنا مثلها مثل الدين والمذهب والعادات والتقاليد فلا أوافقك خصوصا بكلمة "حكمة" يمكنك إحلال كلمة "صدفة" مكانها لتصبح (بحق ايماننا العميق بصدفة قيادة هذه الأسرة) . فالحكمة للحكماء فقط .

في الفقرة الثانية ذكرت " نحن نجل قضاءنا، نحن نؤمن به إيماننا بشروق الشمس، ليس هو طرف في ظلمة الموقف أبداً، فقضاؤنا قبس من نور وسيبقى كذلك "

كلام جميل ولكنه غير سليم ,, والفرق بين جمالية الكلمة وسلامتها فرق شاسع , استاذتنا الفاضلة أتفق معك بأنه لا يوجد في العالم البشري قضاء عادل و نزيه بنسبة 100 % , فالقضاء هو تطبيق للقواعد القانونية المتفق عليها ولا بد أن ندرك هنا بأن لكل قاعدة شواذ , لكن الإختلاف بين القضاء العربي عموماً وأي قضاء عالمي في الدول المتقدمة بأن شواذ قضاؤنا هي النزاهة والعدل بينما قضاء الدول المتقدمة شواذه الظلم والتحيز كأي نظام جزائي محترم , أعتقد بأنه  يتعين عليك قراءة تاريخ قضاؤنا الذي تجلينه , لأنه وكما قال الفيلسوف الألماني <غوته> بأن من لم يقرأ تاريخ الثلاثة آلاف عام السابقة سيبقى في العتمة . , لا نطلب هنا قراءة ثلاثة آلاف عام , يمكنك قراءة الثلاثة أشهر السابقة وسوف تدركين ما أقصده .

و تنطبق الرؤية النقدية السابقة على كل محاولات الإستجداء في المقال

أستاذتي الفاضلة  .. في الفقرة الأخيرة من المقال ذكرت " لا نريد إلا أن نستقر على أرضنا الصغيرة مع حكام لم يعرفوا لغة البطش أو القمع يوماً "

وكأنك هنا تقفين أمام أسد في الغابة وتقولين له ... بِس ...بِس ...تعال و كل من يدي قطعة الشوكولا السويسرية !!

لا ينفع يا دكتورة فالغابة تحكمها شريعة الغاب بالضرورة وليس بالإقتناع .


أتدرين ماذا تعلمنا من قصص الشعوب ؟؟


تعلمنا بأن الحرية لا و لم تُمنح قط  ..


إن الحرية يا سيدتي هي ما يؤخذ وليس ما يُعطى كمنحة ترضية للقطط الجائعة

إن الحرية سيدتي هي من دفع  الأحرار في كل الأزمان عقولهم و دماؤهم ثمناً لها


إن الحرية سيدتي هي من يدفع أثمانها أولئك القابعون في سجون الظلم

إن الحرية سيدتي ..... يكفي ...... إن الحرية ..... يكفي ........هأنذا أسمع صوت سموه يأمر خَزَنَة السجن بمناداة الأسماء

والسجون ممتلئة وتقول هل من عبيد .... هل من عبيد !!


والعقل المستعان






الخميس، 8 يوليو 2010

مانشيت و تعليق

العبدالله: مراقبة المدونات قيد الدراسة!



قالوا للغريب كن أديباً فما بال الأدباء في أوطانهم أغرابُ


والعقل المستعان

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

الشاعرة الأمازيقية الملتزمة الناطقة بالعربية ,, مليكة مزان


حول سريري كلهم متشابهون !

بدلَ الصلاة
على طريقة الأديانِ

الأديانِ المتصارعةِ

حول ما يفسد وضوئي

حول ما يزيد خشوعي

بدل الصلاةِ

على طريقة الأديانِ

التمتص دمائي

بما تيسر من سورة الكفر

ها أختم سيرة الرق !

***

بما تيسر من سورة الكفر

ها أختم سيرة الرق :

لم يعد هناك صنم واحد

يمسح دموعي

أنا الشاعرة الملعونة

وكل العشاق تباعا

تساقطُ من أعلى نهودي !

***

بما تيسر من سورة الكفر

ها أختم سيرة الرق :

خمسون سنة

وأنا أشرب نفس الشاي ،

خمسون سنة

وأنا أقيم نفس الصلاة ْ ،

خمسون سنة

وأنا أبايع نفس الزناة ْ !

***

خمسون سنة

وأنا قطيعٌ وسيف ْ !

***

خمسون سنة

وأنا للقبيلة ِأصنع أوهامَها !

خمسون سنة

حتى صارت صناعاتيَ

عاهاتْ !

خمسون سنة

حتى آمنت بيَ غباءً قاتل ْ !

***

خمسون سنة

حول سريري كلهم متشابهون :

المثقف والقهوجي

والسياسي والدجالون !

خمسون سنة

حول سريري كلهم متشابهون

من إمام مسجد الحي

حتى آخر نبي !

***

خمسون سنة

حول سريري كلهم متشابهون

وإن كنت مما تشابه

عليكم من العاهراتِ

فاسألوا الجلادين ْ !

***

خمسون سنة

وفقيه المسجد يريدها عسراَ ،

خمسون سنة

وخصري الضاج بكَ ..

يريدها يسراَ !

فسبحان رقصي عما يصفون ،

وطوبى لمن ..

رقصت

على نهجي من العالمينْ !

الاثنين، 5 يوليو 2010

أرسل لي صديقي من بني البشر أغنية جميلة تعبر عن الحال في في بلاده المغتصبة من قبل الجيل الأول من البشر ما قبل آخر مرحلة من مراحل التطور البشري الجيني , اعتذرت عن نشرها لأني و كحمار أصيل أحترم القانون المدني , قال لي لا تخف لن يستجرئ أحد منهم على مقاضاتك , ولا حتى من قاضى الجاسم أو الفضالة !! بصراحة لا أعرف من هم الجاسم والفضالة لكني مشيتها له كوني حمار أصيل والحمار العربي الأصيل من أهم شروطه انه يكون فاهم كل شي بالدنيا !! و بصراحة أنا أشك بأنه لو اعتُقِلتْ سيدافع عني أحد في مملكة الحمير لأنه و بكل بساطة انا أعرف رئيس جمعية حقوق الحمير العربية شخصيا فهو حمار لا يعرف ماذا يعني مصطلح حقوق الحمير !!لأنه يعيش في برج عاجي في حقبة هارون الرشيد الحمارية بقصره و يشترط لأي موقف أو تحرك من فراشه الصحي الوثير أن يكون هناك فريق من المصورين يلتقطون له صوراً وهو بالبيجامة تارة و تارة أخرى بملابس باتمان (كناية عن روب المحامين الأسود) , يا أعزائي ... صديقي الحمار مات في زنزانته الأسبوع الماضي وياليته كان من أبناء الجاسم من بني البشر أو حتى الفضالة (مع كامل الإحترام للعائلتين الكريمتين) لكان في عداد الأبطال اليوم و غنوا له السلام الوطني لمدينة الحمير ,, المهم ما علينا بما اني حمار متمرد سأنقل لكم الأغنية وهي من كلمات شاعركم البشري الرائع والذي رحل عن هذه البسيطة محمود درويش و غنتها أصالة نصري , و أتمنى من قبيحي الهيئة الموجودة صورهم في الأغنية أن يعذرونا لأنها ممزوجة بالموسيقى والغناء وهو محرم بالنسبة لهم, فأتمنى بما أني حمار أدعي الحكمة والمعرفة بأن لا أسمع لهم صوت ينتقد المقطع لأنه لو كان لهم ذرة منطق سيمتنعون عن فتح الأغنية لأن الغناء محرم , والا في هذه الحالة يكون جائزاً ؟؟ أفتونا هداكم العقل الى الدرب القويم !

آسف على الإطالة .....

تفضلوا اسمعوا وعوا يا معشر بني البشر

والعقل المستعان


تفنى الأجساد والأفكار أبداً لا تموت

الأحد، 4 يوليو 2010






أنا حمار فقير أبلغ من العمر 35 عاما , كنت شغوفا بالفلسفة الحمارية والشعر الحماري بشكل عام , بعد انتهائي من المرحلة الثانوية ارتأيت بأن أتجه الى تخصص العلوم الإنسانية وهو يعتبر تخصص نادر و صعب نسبيا بالنسبة للتخصصات الأخرى حيث تقوم حكومتنا الرشيدة بصرف مكافآت جيدة لحضنا على البحث العلمي والاكتشافات في هذه التخصصات النادرة .


في البداية واجهت صعوبات جمة لأنه عين علي أن أدرس كل اكتشافات بني البشر العلمية و تطبيقاتها في الحياة , لا انكر عليكم يا بني الإنسان , لقد تهت في ميادين المعرفة الإنسانية و أبهرني العقل الإنساني و نقلت تطبيقات كثيرة الى مجتمعات الحمير المحلية والعالمية , شدني عقل داروين و نظرية التطور واستخدمتها لتقديم رسالة الماجستير , وانا هنا اعزائي بني البشر لدراستكم و تحليل مجتمعاتكم و أعتقد بأن هذا من أبسط حقوقي كحمار متخصص , لأني على علم بأن هناك باحثين متخصصين في علوم الحيوان يقضون أغلب مراحل حياتهم في الغابات و في شتى أصقاع الأرض لدراسة الحيوان و سلوكه وما يخص تطوره البيلوجي والسيكولوجي على حد سواء , فهذا ما شجعني بأن أخوض المغامرة , ربما يعرف العديد منكم بأن تشابه الخريطة الجينية بينكم "بني البشر" و بين قرود الشمبازي يكاد يكون متطابقا الا ان العديد منكم لا يقبل هذا الرأي العلمي رغم اثباته , فهذا ما يُرجع مقولة داروين الشهيرة الى ذهني الآن وهي " ان الإنسان دائما ما يرى الحيوان أقل مرتبة منه فلذلك تجده من الصعب أن يقبل بأنه نتاج عملية التطور " .


في بداية تطبيقاتي العملية للنظريات حاولت أن أعمل دراسة مقارنة بين الخريطة الجينية للحمار والإنسان فاستعنت بصديق بشري عالم بيولوجي و فيلسوف رائع اسمه مارك ماكلولن , بصراحة لقد حاولت محاولات جمة للتعاون مع أكثر من عالم بشري لكنهم لم يُعيروني أي اهتمام الا صديقي مارك , الذي ما إن أخبرته بالموضوع حتى ابدى استعداده ,, لا أخفي عليكم بأن نتائج الإختبار قد خيبت أملي فلم أكتشف رابط جيني قريب بين الحمار والإنسان ولكني واصلت البحث حتى اكتشفت اكتشافي الأهم على مر تاريخ مملكة الحمير العظمى , فلقد أبهرني مدى التطابق الجيني بين الحمار و الإنسان العربي , و لذلك اسمحوا لي يا أمة العرب المجيدة ان حياتكم أصبحت لا تعنيكم لوحدكم بل صارت تشملنا جميعا نحن مملكة الحمير و مماليك الإنسان العربي , و لكي تتوفر لي سبل الراحة خلال مراحل الدراسة , تعمدت ان اتجه الى منطقة الخليج العربي تحديدا , وذلك لتشابه عادات وتقاليد و أعراف الحمير مع عادات بني البشر في هذه المنطقة .


تقول الأسطورة عندنا "في مملكة الحمير العربية الكبرى" بأن الحمار دائما ما كان يُعامل بقسوة من قبل الإنسان العربي و كان يستخدمه و يعتمد عليه في التنقل و حمل الأحمال الثقيلة و رغم هذه الصعوبات كان الحمار محلا للتندر و اطلاق اسمه و صفاته على الإنسان الغبي أو الجاهل , وكانت هناك فئة من الحمير وهي النسبة الأعم من الشعب الحميري العريق مؤمنة بالآلهه "نفتيكو" أو اله النفط بالعربية , فكانوا يتضرعون للإله نفتيكو ليخلصهم من ظلم الإنسان , وكان من مجمل اعتقاداتهم بهذا الإله بأنه يبول سائلا أسود اللون في باطن الأرض وهو ما سيكون في المستقبل البعيد المخلص لهمومهم من ظلم و جور الإنسان , و قد ذكر في كتاب " الأحكام" وهو كتابنا المقدس في مملكة الحمير " أنا الهكم الأوحد أبول لكم نفتكم في باطن الأرض و أجعل من هو أقل منكم * يغنم به و يحرر نفسه منكم ومن الإعتماد عليكم فبذلك تغنموا بالخلاص من الجور والعدوان" (جملة الأحكام 1) .


هذه رسالتي الأولى في عالم التدوين البشري ,, أتمنى أن أجد التعاون لإستكمال رسالة الدكتوراة المعنونة ب " أوجه التشابه مابين الحمار والإنسان العربي " , أعلم مسبقا بأني سأواجه أمواج الغضب من جانب جمهور الحمير , ربما سيتهموني بالزندقة أو التفريق بيني وبين حمارتي العزيزة أنجيلا الجميلة , لأنهم "أي مجتمعنا الحميري" يرون بأنهم أرقى من البشر خلقا وعقلا , لكني أعلم و من خلال مساهمتي في عملية التنوير في مجتمعنا الحميري بأن هذا هو قدري , و يهون علي الموت في سبيل العلم و نشر المعرفة لنرتقي بمجتمع حميري أرقى .


*أقل منكم: أي أدنى منكم مرتبة بين المخلوقات ( من كتاب تفاسير الأحكام الأولى لحماروي) المجلد الأول ص 32


والعقل المستعان


الحمار الحكيم