الاثنين، 26 يوليو 2010

نحن مازلنا قرودا؟!


بقلم .... سيد القمني
 
يفترض رجال الدين أن الإنسان كائن عاجز ليس في مستطاعه بمفرده أن يفكر أو يكتسب المعارف بجهده ، ولا يعترفون أن هناك أصلا معارف يصنعها الإنسان بالكشف والبحث والفهم ، ولذلك فلإنسان عندهم غير مدرك لمصالحه ، لذلك وضعوا لأنفسهم قوانين فقهية تمنع هذا الإنسان من التفكير لأنه ربما صادم بذلك معلوما من الدين بالضرورة فاستحق الموت ، أو لأنه اجتهد في شأن يخالف نصا قطعيا قال قراره مسبقا في هذا الشأن ، لذلك فالإنسان يملك عقلا قاصرا تابعا لا يمكنه الاستقلال بصنع قوانين تناسب ظروف الحياة المتغيرة ، ولا يمكنه أن يتخذ قرارا بدون الرجوع إلى أهلا لدين للتفسير وللفتوى ، لأنه عاجز وفاقد للأهليه بالمرة .



المشكلة هنا أن رجال الدين لا ينسون وهم يصوغون لأنفسهم هذه السيادة والسيطرة والوصاية على الناس ، أنهم أيضا ناس ، وأنهم أيضا بشر ، ومن هنا اصطنعوا لأنفسهم أزياء مهيبة وألقابا فخيمة ولغة خاصة تشمل في معظمها نصوصا دينية كلما تحدثوا ، ومؤسسات طائفية خاصة أضفوا عليها القداسة ، لإلقاء هذه القدسية في روع العامة فيصبحون المتحدثين باسم الله ، ويصبحون هم الدين ، ويتحولون إلى نوع خاص من البشر يقف بين الله والإنسان في ترتيب الدرجات ، ليتحولوا إلى وسائط بين الله وعباده وشفعاء للعباد يمنحون الغفران أو اللعنات ، ويطلبون استسلام الإنسان العاجز لهم لأنهم العارف بمصالح الناس عبر معرفتهم بقرارات وعلم رب الناس ، بتفويض خفي من الله لهم دونا عن بقية عباده دون أن يبرزوا للناس مرة واحدة نسخة واضحة من هذا التفويض ولا مبررات حصولهم عليه .


والمعلوم تاريخيا أن هذه الرؤية التي روجها رجال الدين لصالح سلطالتهم ليصبحوا الطبقة المميزة تاريخيا عن جميع البشر ، قد أدت إلى تخلف البشرية طويلا تحت سيطرة حلف رجال الدين مع أي سلطة كانت ، وأحيانا كانوا يحكمون بأنفسهم مباشرة في دول ثيوقراطية كاملة المعنى والمبنى ، حتى أمكن للبشر وهم يصوغون فكرا إنسانيا جديدا ، ويرزحون تحت أحكام القتل والصلب وجز الأعناق والاعتقالات للتراجع عما يكشفون بعقولهم ، أن يركموا الفكر الإنساني الجديد لبنة بعد أخرى ليتركوا البشرية بعد عذاباتهم وموتهم من أجلها تأسيسات فكرية ومناهج عقلية أدت لبزوغ عصرا لأنوار الذي استحق اسمه التاريخي عن جدارة واستحقاق ، لتبدأ النهضة العقلية الإنسانية بالمنهج العلمي ، لتتالى كشوف العقل القاصر لتؤكد أنه لم يعد قاصرا ولا بحاجة لوصاية من أحد ، بل لتتالى الكشوف التي تؤكد مدى غباء النظريات السابقة ، ومدى فاشيتها وتحالفاتها المشينة ضد إنسانية الإنسان ، وبأدلة تؤيد الجديد بالإثبات المحسوس والملموس وبالتجربة المخبرية التي أدت في النهاية إلى نتائج وإنجازات اختارها الناس بعد تأكدهم من فعاليتها ، لتتطور البشرية وترتقي بأدوات إنسانية لا علاقة لها بالأديان ، ولتصنع لنفسها الجنة على الأرض بغض النظر عن جنة السماء المؤجلة ، حتى دخلنا عصر الاتصالات العظيم والتحكم بالجينات سعيا نحو خلق أفضل مما هو كائن ومما كان هذا بينما لم يكن بيد رجال الدين وهم يفقدون أوراق سلطاتهم على الناس ما يقدمونه للناس سوى كلام لا دليل عليه لأنه ظل غيبا مجهولا لا مصداقية له ولا دليل إلا كلامه في نصوصه القدسية فكل كلامهم في التخيل ، والمتخيل يتطلب من صاحبه أن يكون كذوبا بالضرورة .


وكان طبيعيا أن ينحاز الناس إلى العلم ورجاله ، ليسحب التطور معنى العالم ولفظه عن رجل الدين إلى علماء العلم الإنساني الجليل ، بعدما حقق لهم هؤلاء العلماء الرفاة والسعادة والمكاسب العظيمة على كل المستويات والأنواع ، من التداوي وتشخيص الأمراض واختراع علاجاتها ، بعد الحجامة وبول الجمل والعسل والحبة السوداء والسحر والجان والرقية والمعوذات إلى تشخيص المرض بأدق الأجهزة للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة للعلاج ، إلى تطور كل مناهج وفنون المعرفة في التاريخ الذي أصبح له مناهجه وأدواته إلى الاقتصاد بنظرياته وأسسه إلى علوم السياسة التي تقوم على الحريات الإنسانية الكاملة ، إلى السعي في الفضاء بحثا وكشفا وتنقيبا . هذا بينما مازال الإنسان في بلادنا يعيش مرحلة ما قبل العلم ، بل ما قبل النهضة ، بل ما قبل زمن الأنوار . يحاول إثبات أهليته فيصادرونه أو يحاكمونه أو ببساطة يقتلونه ، حتى يبقى دون سن الرشد فيكبر الجسم دون العقل ليتحول إلى كائن إبله كالقرد الذي يمكنه عزف الموسيقى أو مطالعة التلفاز دون أن يعرف شيئا عنهما .


لقد تجاوزتنا الإنسانية بتطورها المعرفي ومنهجها العلمي إلى مرحلة الإنسان الراقي ونحن عند المرحلة القردية لأنهم يوقفون نمو الإنسان في بلادنا نحو الرشد ويحرمون عليه إدارة شئونه بنفسه ووضع تشريعاته بما يناسبه . لأن هناك من هو أدرى بمصالحه من رجال الدين المحترفين الذين مازالوا في بلادنا يؤكدون أن نظرتهم هي الأزلية الأبدية الصالحة لكل زمان ومكان التي خلقت يوم خلق الإنسان ولن تسقط حتى قيام الساعة .


لقد كان حلف رجال الدين والسلطة هو أبشع حلف عرفته الإنسانية من فجرها ، وسجل مظالم وسحق لكرامة الإنسان عبر تاريخ مقيت ، حتى تمكن الإنسان في الشمال من استعادة كرامته وإعادة رجل الدين حظيرته ، وحكم بنفسه بتشريعات تناسب زمنه وصالحه وكرامته . لكن الأمر في جنوبنا ليس كذلك رغم أننا على تواصل اضطراري مع إنجازات الإنسان الراقي للاستفادة من منجزاته ، لكن دون أي مشاركة في هذه المنجزات فانتكسنا من المرحلة القردية إلى مرحلة الطفيليات التي تتغذى على الآخرين ولا تكتفي بذلك بل تسبب لهم أفدح الأضرار ، وهو الواضح في أهم صادراتنا للعالم (الكراهية والارهاب) .


وعبر ثلاثة وثلاثين عاما أو أكثر ساد خطاب حلف السلطان والكاهن في بلادنا بعد صحوة مؤقتة حدثت في مصر في عشرينيات القرن الماضي ، تم القضاء عليها بقفز عسكر يوليو على السلطة في 1952 ولم نعد بعدها حتى اليوم إلى ما حققناه في القرن الماضي ، عندما كان الناس يجدون في الدين الدعوة لطلب العلم ولو في الصين ومن المهد إلى اللحد لتكريم بني آدم الذي كرمه ربه بآيات واضحات ، عرف منها أن عصر النبوات قد انتهى وبدأ عصر العقل تدخل السماء في الأرض بقرار إلهي حتى يتمكن الإنسان من بلوغ رشده لإدارة الكون الذي خلقه له الله ، لكن الانتهازيين من فجر التاريخ دولتنا الإسلامية قرروا استلام الوصاية من الله على عباده بقرار شخصي مصلحي ليركبوا أعناقنا ومازالوا راكبين ينتهزون موجات المد والجذر السياسي ليركبوا الموجة في كل مرة باسم الله والدين .


مشكلتنا الآن أنه لم يعد مسموحا لنا أن نعيش الزمن القردي في مجتمع دولي يسعى للتكامل والتكافل والعيش المتبادل الآمن ، وانتهاء عصر عبودية الإنسان لأي من كان ، وأن برامج الإصلاح والمبادرات تتالى لإثبات وجودنا كطرف صاحب مصلحة في هذه الإصلاحات المطلوبة ، ورغم ذلك فإن صحافتنا القومية حتى اليوم لم تعلم فيما يبدو بما حدث ويحدث ، ومازالت عند قديمها ثابتة لا تريم حراكا ، في حالة موت سريري تعاني فيه من الهلوسات .


هنا سأختار اختيارات عشوائية مما نشره صحافتنا في زمن الإصلاح لنرى كيف يراد للناس أن يفكروا .


في علاج داء خطير قتال كالسرطان تكتشف صحيفة الأهرام (1/4/2004) أن العسل علاج أكيد للسرطان والفيروسات والجهاز الهضمي .. كل هذا معا ويستند الدكتور (لاحظ أنه دكتور) رمضان مصري هلال في ذلك ليس إلى تجارب علمية ناجحة مؤيدة بالإحصاءات المقنعة وتقنين للأسباب الفاعلة في العسل وعلاقة تلك الفعالية بمرض السرطان ، إنما هو يستند إلى حديث أبي هريرة "من لعق من العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء" ورغم أن السرطان مرض كان موجودا مع البشرية من فجرها فإن البشرية لم تعرفه ولم تشخصه ولم يعرفه الزمن النبوي ، لكنه عند الدكتور هو "عظيم البلاء" ويتطوع الدكتور لشرح ذلك الكشف المعجز بقوله إن العسل "يحتوي على مواد تمنع انقسام الخلايا ، وبذلك يستخدم العسل كمادة مضادة للسرطان" .. والله يحب المحسنين..!!


فسيدنا الدكتور يعلم بشكل غامض شيئا عن السرطان "أنه انقسام الخلايا" ومن ثم يتطوع ليلقي في روع العامة أنه قد عثر لهم على ما يمنع هذا الانقسام في العسل ، فيقول لهم "كلاما زي العسل" ليس أكثر ، لتأكيد إمساكهم بعنان الشفاء والطب دون حاجة لعناء ، ولا لعلوم بلاد الكفرة .


لكن صحيفة المساء القاهرية لا ترى ذلك الرأي لأن الدكتور محمد وهدان (لاحظ كلهم دكاترة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) يقول "في 31 / 3 / 2003" إن ماء زمزم هو "قاهر السرطان" .. أي والله العظيم ثلاثة قال كذلك بل هو عنوان بالبنط العريض ، ثم يضع للشفاء شرطا لا يمكن قياسه بأي أدوات ممكنة ولا حتى التعرف عليه وهو "شرط حسن النية" وقد استند الدكتور ؟!" فيما وصل إليه من بحث وتمحيص إلى خبر في صحيفة عن امرأة مغربية ابتليت بالسرطان ، وحار الأطباء في علاجها (لاحظ هنا تبخيس علم الطب لصالح مشايخ زمزم) لكن هذه السيدة "داومت على شرب ماء زمزم ، فقهر زمزم السرطان وكل الأورام الخبيثة بإذن الله الواحد القهار"!!


ومن جانبها تفرد صحيفة الأهرام صفحة كاملة أسبوعيا للشيخ الدكتور زغلول النجار في خطاب لا يليق إلا بزمن القرود ، ومن إبداعات الشيخ زغلول أن بعض المسلمين الباحثين في العلم تأكدوا بالتجربة المعملية المخبرية أن الذباب يحمل في إحدى جناحيه سما ناقيا وفي الجناح الآخر دواء شافيا . كلا لم ينشغل زغلول بالمرض في حد ذاته ولا بالعلاج الشافي في أجنحة الذباب ، وكيف نستخرج المصل الواقي من الأمراض من جناح الذبابة لنكتفي به بدلا من أدوية بلاد الكفر التي تكيد لنا بعلاجات لا تنفع ، ولا حتى الإشادة بهؤلاء العلماء المسلمين وتعريفنا بهم ومن هم وأين أجروا أبحاثهم الباهرة ، كل ما شغل الدكتور زغلول هو أن تلك التجربة "من أعظم الشهادات على صدق نبوة ورسالة هذا النبي الخاتم" .


وتفسح ذات الصحيفة مساحات لذات الطروحات كما للدكتور أحمد شوقي إبراهيم رئيس المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة ، ولا تفهم كيف يلتقيان (المجمع العلمي) و (القرآن والسنة) فللعلم شروط لا تلتقي بحال مع النصوص ، والنصوص ثابتة والعلم متغير ، والنصوص إلهية والعلم إنساني ، ولا تدرك لأي غرض تقوم هذه المجامع التي لم تحقق حتى اليوم أي إنجاز علمي واحد تتقدم به للعالم كحصوة في عين اللي ما يصلي على النبي ، أللهم إلا إبعاد شبابنا عن الكد والبحث العلمي الصارم إلى القول البسيط السهل في نصوصنا ، نكتفي به ونظل عالة على الغرب يكتشف لنا ونستهلك نحن على الجاهز ، ومن منجزات تلك المجامع البواهر ما يقوله الدكتور شوقي عن كيفية سجود الشمس للإله ، يقول سيادته "فنحن في جوف السماوات السبع ، والسماوات السبع في جوف الكرسي ، والكرسي في جوفه العرش ، فإي مخلوق في السماء الأولى هو تحت السماوات السبع ، والسماوات السبع تحت الكرسي ، الكرسي تحت العرش ، وإذا تخيلنا هذا النظام الهندسي للكون "لاحظ هذا كله من هندسة الدكتور ولا علاقة له بنظام الكون فالعلم لا يعرف الكرسي ولا العرش ولا السماوات السبع.


المهم يتابع قائلا : "إذن لعلمنا أن الشمس وهي تجري في السماء الأولى هي تحت السماء السابعة وتحت الكرسي وتحت العرش ، فالشمس أينما ذهبت إنما تسجد تحت العرش 12 / 11/ 2003" .


هل فهمتم شيئا ؟! صاحبنا الدكتور مهتم بتسبيح وسجود الجمادات وحديثها ولغتها ، فهو يقول مرددا عن علي بن أبي طالب : "كنت مع النبي في مكة فخرجنا في بعض نواهيها فما استقبله جبل ولا شجر ولا مدر إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله 6 / 11 / 2003".


أليست هذه مأساة حقيقية ؟ وإذا كان الله قد منح النبي قدرة فهم لغة الجبال التي لاشك تختلف عن لغة الشجر ، ولغة المدر لغة أخرى بالطبع ، فكيف سمعها على وفهمها وروها لنا ، يتطوعون هنا بالقول أن النبي قد منحة هذه القدرة (؟!) ، وما سر الاهتمام اليوم بهذه الشئون الأسطورية ، وما هي علاقة المجمع العلمي بالموضوع ؟ وهلا سجل لنا أحد رجال العلم فيه هذه اللغة لنقدمها للعالم بحسبانها كشفا يليق بنا؟


ومع اشتداد موجات الحر أحيانا تتقدم الأهرام بتفسيرها ، ليس بشرح حركة الرياح والمنخفضات والمرتفعات الجوية ومواسمها ولماذا هذه الحركة دون تلك ولماذا هي حارة أو باردة وكيف تهب ، فإنها تقدم لنا ما وصل إليه الدكتور عزت عطية في حوار خطير أجرته معه الصحيفة المتخصصة في هذه الحوارت الراقية علا عامر ، إذ يقول سيادته : "قال رسول الله : اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فإذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" . الدكتور عزت أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بأزهرنا المبارك يشرح قائلا : لا فض فوه : "فجهنم بشدة نيرانها يمكن أن يتسرب منها البرد الشديد أو الزمهرير" أما كيف ذلك علميا ؟!فيقول سيادته "حرارتها العالية أي جهنم تنجم عن النيران المتمركزة فتنطلق هذه الحرارة إلى الفضاء فيصل بعضها إلى الأرض .. أما الزمهرير فهو لتعذيب الجن لأنهم خلقوا من نار ، أما البشر فلأنهم مخلوقين من طين فهم يعذبون بالنار".


وتحضر الأهرام ندوة علمية لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حول الحجامة بين الضوابط الشرعية والأساليب العلمية لتتحفنا بأقوال علمائها لتؤكد لنا الدكتورة فاطمة النقلي أستاذة الكيمياء الحيوية بكلية طب بنات الأزهر : "إن الحجامة تسهم بشكل فعال في الشفاء من معظم الأمراض" .


(لاحظ : معظمها ، لاحظ أيضا أن الدكتورة متخصصة في الكيمياء الحيوية) ، "وذلك مثل الصدفية وارتفاع ضغط الدم والروماتويد والسكر وسيلان الدم وتقليل نسبة الدهون .. وأشارت إلى اهتمام الأوساط العلمية بجامعة الأزهر بهذا الموضوع وتسجيل أول رسالة ماجستير عن الحجامة بجامعة الأزهر بهذا الموضوع وتسجيل أول رسالة ماجستير عن الحجامة 15 / 6 / 2003" هذا ناهيك عن حوار العقل (هكذا العنوان) بصحيفة الأحرار ، وما نشأ من جدل حول حديث التفلية ، وأن ابن حجر قد اباح للزوجة أن تستضيف صديق زوجها في غيبته لتقوم بتفلية رأسه 31 / 5 / 93" وكيف ثبتت في أمهات الكتب الحديث "أن النبي رسول الإنسانية والحضارة والتقدم كان يذهب للنساء الأجنبيات ليقمن بتفلية شعره مما هو فيه" ويشرح ابن حجر معنى التفليه "أي تتبع القمل فيه / رد الدكتور محمد السعيد مشتهري" .


أليس الزمن القردي تسمية تليق بنا ؟


وفي 12 /4/2004 يكتشف زغلول النجار بالأهرام اكتشافنا لسرعة الضوء قبل اكتشافه في بلاد الغرب الكافر في "الإتيان بعرش ملكة سبأ من أرض سبأ إلى بيت المقدس في أقل من طرفة عين مما يشير إلى سرعات فائقة تقترب من سرعة الضوء ومثل هذه السرعات الفائقة لم تكن معروفة إلا في القرن العشرين" .. وهو ما يعتبر سبقا علميا معجزا ،لاحظ السبق للهدهد السليمانى الذي هو "هدهد خاص" حسبما رأى سيد قطب ونقل عنه زغلول في 12 / 4 / 2004.


هذا ناهيك عما ينشر باسم الدين ليصادم قوانين الدولة بل ويخرج عليها بسفور مدهش وتكرار أكثر إدهاشا ويستحق العقوبة القانونية للخروج على النظام العام للدولة ، مثل تكفير القوانين الوضعية لصالح الشريعة الإسلامية ، ولا تعرف ماذا يطلب بن لادن أكثر من ذلك ، ونموذج عشوائي لهذا الحشد الدائم ضد نظام الدولة العام وتكراره باعتداء واضح على القانون ، ما جاء في أهرام 24 / 7 / 2004 ، وكيف أثبتت الباحثة خديجة النبراوي أن الشريعة الإسلامية كانت ومازالت أفضل السبل للنهوض وتطوير المجتمعات . خلافا للقانون الوضعي .. لأنها بالدقة والمثالية التي تتفق والفطرة البشرية وتناسب مختلف المجتمعات .


ثم تذكرنا الأهرام بفضيحة أشجار الغابة بألمانيا التي تشكلت بشكل عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والتي ظلت تباع صورتها في بوسترات في بلادنا في استثمار كاذب وملفق حتى اكتشف الناس أنها لوحة لرسام من المنصورة والفضيحة الجديدة شارك فيها الأهرام تليفزيون مصر تحت عنوان (الصورة ، التي أذهلت العالم) والتي قدمها برنامج صباح الخير يا مصر ، وكيف أن الأرض تبدو مظلمة من الفضاء ماعدا نقطتين مضيئتين هما مكة والمدينة ، وأن الأقمار الصناعية صورتها فأذهلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا . هنا تشارك الأهرام باحتجاج طويل عريض للدكتورة أميرة الشنواني التي سجلت تحت أسمها "دكتوراه في العلوم السياسية" لكن يبدو أنها تعمل في الدعوة والإرشاد والهداية لأنها احتجت أشد الاحتجاج على أن نشرات الأخبار في بلادنا لم تذع هذا الخبر ، وكيف "شعرت بغضب شديد" كيف أننا في بلد إسلامي به الأزهر الشريف و لا يهتم بخبر كهذا ، ورأت من جانبها أن تضيف في المولد إضافة فقالت : أن المسجد الأقصى لم يكن مضيئا بدوره لأنه تحت الاحتلال 2/2/2004.


مع إشادتها بالإعلامي تامر أمين الذي سرب الخبر لصباح الخير يا مصر !! ومن تلفازنا لصحفنا لتامر أمين لدكتوراه العلوم السياسية يا قلبي احزن وانفطر!!


هذه يا سادة عينات عشوائية كلها دكاتره تمكنت من عقولهم آلة الكهانة الدينية حتى لا تدري كيف مارس أصحابها البحث العلمي للحصول على تلك الدرجات وهو ما يستدعي السؤال إعمالا لهذا : هل في بلادنا بحث علمي حقا ؟


وفي ظل هذا اللون من الفكر الذي نعيشه وتظلله تلك المفاهيم يطرح السؤال الأهم نفسه : هل يمكننا أن نتوقع خيرا بإعطاء هذا الفكر الحق في سماع شهادته لديمقراطية في صندوق الاقتراع ؟


هذا هو الأهم في كل ما سبق .. أن الجماهير لا تسمع إلا صوتا واحدا ، وكلهم في انتطار إشارة ساعة الصفر ، فماذا تتوقع من رد فعل سبعين مليون مصري استمر شحنهم طوال ثلاثة عقود بمثل هذا الفكر انتظارا لعودة صلاح الدين ؟


يبقى أن يبدأ الإصلاح بإصلاح لغتنا ومفاهيمنا قبل أن نفكر في الإصلاح ، أن يعود الوعي إلى بلادنا أولا ، أن تخرج هذه اللغة وتلك المفاهيم من بلادنا لتعيش مع بن لادن في مغارات الجبال ومفازات الصحاري ، لتعود مصر إلى مصر ، ويعود شعب مصر إلى مجده الحقيقي الذي سجله للعالم بإرادة وتحد مازال مفخرة كوكب الأرض ، أن يعرف الناس في الدنيا شئونا أخرى غير الدين تقدم بها البشر علما وسياسة ولغة وقنا وأخلاقا ، لكن هل توجد رغبة حقيقية في أن يعرفوا ؟ هذا هو السؤال !

....
 
 
نقلا عن الحوار المتمدن
 
 
والعقل المستعان

هناك 3 تعليقات:

aboafrae يقول...

صراحة لم اقراء ابدا في حياتي مثل الموضوع الرائع للمفكر الاسلامي والعالم الكبير سيد القمني والدي قال في حقه كمال غبريال
لقد فضح القمني طيور الظلام، والذين يقدمون لها الحب والماء والأعشاش، والذين يصفقون لتحليقها كغمامة سوداء فوق رؤوسنا، كما فضح غير المبالين الذين يقتصر دورهم على التناسل، أو وضع مزيداً من البيض المرشح لفقس المزيد والمزيد من طيور الظلام

الحمار الحكيم يقول...

اهلا بزائري الكريم



شكرا لمرورك


اعتذر عن تأخري في الرد وذلك لفترة انقطاع صوفية وجودية خارج بلاد الغربان



والعقل المستعان

د.تامر الفقى يقول...

الموضع صحيح والفكر عميق بلاشك ولاكن ارى فى الاسلوب شىء من المبالغة والتحامل الغير مبرر.سيدي العلم الكبير الم يكن الاعتدال والوسطية هى الافضل وشكرا